لنتعلم من أطفالنا |
مصلح بن زويد العتيبي |
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد فليس عيبا أن نتعلم من أطفالنا ، ومن تأمل في تصرفات الأطفال وجد أن الطفل يملك من مهارات الحياة ما لا يملكه الكبير ويستمتع بحياته استمتاعاً لا يحلم كثير من الكبار أن يعيش جزءا منه فقط . فتعال أخي الكريم لنتعلم من مهارات الأطفال : فالأطفال رغم كثرة البكاء لا يتوقفون عن المحاولة والعجيب أنهم يحققون أهدافهم دائماً ؛ فهم يركزون فقط على ما يريدون وليس على ما يحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم . هم يتجاهلون حجم الصعوبات التي تعترضهم. فتجاهل حجم الصعوبات التي تقابلك قد يكون مفيد لك أحيانا في جعلك تستطيع تجاوزها . وتكرار المحاولة يجعل نسبة النجاح في كل محاولة جديدة ترتفع إلى الأعلى . كثير من الناس يتوقفون عن المحاولة ويستسلمون عندما لا يكون بينهم وبين تحقيق أهدافهم إلا محاولة واحدة فقط . والطفل ينسى إخفاقاته السابقة ؛ بل وينسى أحيانا كل الآلام التي أصابته بسبب محاولته . فتعلم منه هذه الميزة الإيجابية ؛ لأن كثير من الكبار يصبح ويمسي على ذكرى إخفاقاته وفشله. والطفل ينسيه إحسانك له إساءتك السابقة له وبعض الكبار يكفي ليشطب تاريخك معه إساءة واحدة فقط . والطفل عندما يسامح يسامح حقيقة فلا يبقى في قلبه غل ولا حقد ،وبعضهم يصافحك يقابلك بابتسامة وقلبه يغلي عليك حقداً . والطفل يحاول أن يتأقلم حسب المكان الذي يكون فيه ،وأنت أيضاً حاول أن تتأقلم مع كافة ظروف حياتك . والطفل يمتلك ابتسامة ساحرة تملك القلوب وهو لم يُحسن الكلام بعد ؛ فما رأيك أن ترسم على محياك مثل تلك الابتسامة الرائعة . والطفل لا يتكلف في حياته بل يعيش بطبيعته ؛ فما أجمل أن ننبذ التكلف ونعيش البساطة. والطفل يحاول أن يكتشف الحياة من حوله ؛ ونحن بحاجة لاكتشاف الحياة من حولنا وتعلم الجديد والمفيد وتطوير أنفسنا . والطفل يثق فيمن حوله ثقة عمياء ، ونحن بحاجة أن نعطي من حولنا المزيد من الثقة . والطفل يرى أنه الأفضل دائما ونحن بحاجة إلى الرضى بما نحن فيه والتطلع للأفضل والسعي إليه . والطفل أجبن ما يكون عندما يتيقن أن الأمور لا تسير في صالحة ونحن بحاجة للإحجام عندما تكون الأمور لا تسير وفق تطلعاتنا . فليست الشجاعة الإقدام دائما حتى قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص أعياني ياعمرو أن أعرف أشجاع أنت أم جبان ؟ قال عمرو إن كانت الفرصة لي أقدمت وإن لم تكن لي أحجمت ! والطفل يلح على والديه ويبكي رجاء تحقيق ما يريد ونحن ولله المثل الأعلى بحاجة إلى أن نبكي بين يدي الله سبحانه ونلح عليه فيما نريد . والحق يقال أن المهارات الحياتية التي يحسنها الأطفال كثيرة لكن أكتفي بما ذكرت وأسأل الله أن يكون نافعاً لي ولكم ولجميع المسلمين . مصلح بن زويد العتيبي . ٢١محرم من عام ١٤٣٥هـ |
إن أحببتنا فكن معنا وبيننا, وإن كنت عابر سبيل
فلا تستر ما رأيت منّا
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل