يُعد الكذب أحد السلوكيات غير المقبولة على مستوى الفرد والمجتمع، ويُعرف بأنه مُجانبة الحقيقة في القول عن تعمد وقصد، أو اختلاق وقائع وقصص لم تحدث، وإن كان من أشكاله أيضاً التحريف أو الحذف والمبالغة وقلب الحقائق.
وحقيقةً أن الكذب ليس سلوكاً موروثاً، بل مُكتسبا من البيئة، ومن طرق التنشئة الخاطئة.
فالأصل في السلوك السواء؛ لأن الإنسان مولود على الفطرة، فهو كالصفحة البيضاء التي ينقش فيها الوالدان والمُربون القيم والمعايير الخلقية والسلوكية.
وينبغي أن يكون واضحاً للوالدين أن أي سلوك يسلكه طفلهم يخضع للقاعدة السلوكية العامة: أن كل سلوك سواء كان سوياً أو شاذاً إنما يحدث بقصد تجنب العقاب أو الحصول على المكاسب.
ولنتمكن من معرفة أسباب الكذب عند الأطفال لابد من معرفة أنواع الكذب ودوافعه، فلكل سلوك دافع، وأهم أنواع الكذب عند الأطفال:
1- الكذب الخيالي: ويظهر على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة نتيجة خياله الخصب، وقلة نضج القدرة العقلية لديه، مما يجعله غير قادر على التفريق بين الحقيقة والخيال، فيروي قصصا خيالية على أنها واقعاً قد شاهده، وفي هذه المرحلة لا نعد الكذب انحرافاً سلوكياً، لقلة النضج، ولذا لا يجب المعاقبة عليه إنما التوجيه.
2- الكذب الالتباسي: وهو نوع بريء أيضاً لا يدل على انحراف سلوكي لدى الطفل؛ لأنه يحدث نتيجة تداخل الخيال بالواقع، بحيث لا يستطيع التفريق بينهما، فقد يستمع إلى قصة ٍ تُعجبه فيتقمص أحد شخصياتها أو أحداثها، دون تعمد منه للكذب؛ إنما لأن ذاكرته لا تعي القصة أو الحدث بكل تفاصيلها، فيضيف من نسج خياله ما يُكملها ويربط بين أحداثها، ويكون أيضا في سنوات الطفل المبكرة.
3- كذب التقليد والمحاكاة: يعمل الطفل عادة على تقليد من حوله وخاصة الوالدين، فعندما يرى الطفل أحد الوالدين يكذب في موقف ما أو يعده ولا يوفي وعده، فإنه سيبدأ بتقليده؛ لأنه يتعلم بالقدوة أكثر من تعلمه بالموعظة.
4- الكذب الوقائي أو الكذب الدفاعي نجده كثيراً عند الطفل الذي يحاول أن يحمي نفسه من الوقوع في عقوبة، وذلك إما للمعاملة المتجاوزة للحد في العقوبة إزاء بعض الأخطاء، فيلجأ إلى الكذب لحماية النفس من السلطة الجائرة، أو للاحتفاظ بامتياز خاص؛ لأن الصدق يفقده إياه، ولا يُنجيه من العقوبة.
ويرتبط غالباً بالخوف والقلق اللذين يدفعان الطفل للكذب هرباً من العقاب الصارم، وكلما زاد العقاب زاد الكذب الوقائي أو الدفاعي، وهذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعاً بين الأطفال وتكمن مشكلته في أن لجوء الطفل إليه كوسيلة هروب من العقاب تجعله يدمن على الكذب.
5- الكذب الادعائي: يلجأ إليه الطفل نتيجة شعوره بالدونية فيلجأ للمبالغة، ليكون محط أنظار الآخرين وإعجابهم، كأن يدعي الطفل أنه يملك الكثير من الألعاب، وقد يصف ألوانها وأشكالها ليُعوض نقصا لديه، ولا يشعر بالدونية عن غيره من الأطفال.
أو قد يلجأ لادعاء المرض لاستدرار العطف من الوالدين، أو الهروب من المسؤولية، كالهروب من الدراسة والذهاب للمدرسة أو القيام ببعض الأعمال.
6- الكذب بغرض الاستحواذ: والهدف منه تحقيق رغبة شخصية للطفل نتيجة فقدانه الثقة في بيئته فيسعى لامتلاك أكبر قدر من الأشياء بحثا عن زيادة الثقة والقوة في ذاته وفيمن حوله، ويُعد تدخل الوالدين الصارم والتحقيق في كل صغيرة وكبيرة سبباً في ظهوره.
7- الكذب الانتقامي: يستخدمه الطفل ليتهم طفلاً آخر، أو ليُسقط اللوم عليه حتى يُعاقب لينتقم منه أو يُسيء إلى سمعته، ودافع ذلك عادةً الغيرة أو الإحساس بالتمايز بينه وبين الآخرين، وعدم المساواة في التربية.
ويُعد هذا النوع من أخطر الأنواع على صحة الطفل النفسية؛ لأنه ينبع عن نفس تحمل الحقد والضغينة وإيقاع الأذى عن ترصد وتعمد.
8- الكذب العنادي المقاوم للسلطة: وهو شكل من أشكال تحدي الطفل للسلطة وتمرده عليها، ليحاول إثبات ذاته وفرض شخصيته، ورغبةً في التحرر من السلطة الوالية والتي يشعر باللذة للانتصار عليها وبأي الطرق.
ويبدو الطفل صاحب هذا النوع من الكذب مطيعا هادئا أمام الوالدين، وعندما يتحرر من سلطتهما ورقابتهما يفعل ما يحلو له وبكل السبل.
وقد أجمعت الدراسات أن قرابة 70% من أنواع سلوك الأطفال الذي يتصف بالكذب يرجع إلى الخوف من العقاب وعدم استحسان المُربين لسلوكهم.
وأن 20% منها ترجع لأغراض الغش والخداع والتمويه، و 10% ترجع لميل الأطفال لأحلام اليقظة والخيال والالتباس.
ومن هنا ينبغي أن ننظر إلى الدافع لا إلى السلوك، لأننا لو نظرنا إلى هذا السلوك "الكذب" لعنَفنا الطفل على شيء يفعله ليقوي ذاته، ويستكمل نقصها، ولكن ينبغي إن نحرص على إشباع حاجاتهم النفسية والوجدانية، ومكافأتهم على صراحتهم وصدقهم عند اعترافهم بأخطائهم، حتى ندعم جانب الصدق لديهم، وأن يكون المُربي قدوة حسنة له، فلا يعد و يتراجع، وأن يعمل على إتاحة مساحة من الصراحة وحسن الاستماع بينهما، وبث الثقة في نفس الطفل، وعدم تحقيره ووصمه بالكذاب، فكلما شعر الطفل أنه ذا مصداقية و ثقة عند والديه كلما اتجه للصراحة والصدق.
ولنعلم دائما أن العقاب في غير موضعه وغير المتناسب مع حجم الخطأ، لا يُقوم السلوك بل يفتح العقاب أبوابًا جديدة للانحراف.
http://www.lahaonline.com
وحقيقةً أن الكذب ليس سلوكاً موروثاً، بل مُكتسبا من البيئة، ومن طرق التنشئة الخاطئة.
فالأصل في السلوك السواء؛ لأن الإنسان مولود على الفطرة، فهو كالصفحة البيضاء التي ينقش فيها الوالدان والمُربون القيم والمعايير الخلقية والسلوكية.
وينبغي أن يكون واضحاً للوالدين أن أي سلوك يسلكه طفلهم يخضع للقاعدة السلوكية العامة: أن كل سلوك سواء كان سوياً أو شاذاً إنما يحدث بقصد تجنب العقاب أو الحصول على المكاسب.
ولنتمكن من معرفة أسباب الكذب عند الأطفال لابد من معرفة أنواع الكذب ودوافعه، فلكل سلوك دافع، وأهم أنواع الكذب عند الأطفال:
1- الكذب الخيالي: ويظهر على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة نتيجة خياله الخصب، وقلة نضج القدرة العقلية لديه، مما يجعله غير قادر على التفريق بين الحقيقة والخيال، فيروي قصصا خيالية على أنها واقعاً قد شاهده، وفي هذه المرحلة لا نعد الكذب انحرافاً سلوكياً، لقلة النضج، ولذا لا يجب المعاقبة عليه إنما التوجيه.
2- الكذب الالتباسي: وهو نوع بريء أيضاً لا يدل على انحراف سلوكي لدى الطفل؛ لأنه يحدث نتيجة تداخل الخيال بالواقع، بحيث لا يستطيع التفريق بينهما، فقد يستمع إلى قصة ٍ تُعجبه فيتقمص أحد شخصياتها أو أحداثها، دون تعمد منه للكذب؛ إنما لأن ذاكرته لا تعي القصة أو الحدث بكل تفاصيلها، فيضيف من نسج خياله ما يُكملها ويربط بين أحداثها، ويكون أيضا في سنوات الطفل المبكرة.
3- كذب التقليد والمحاكاة: يعمل الطفل عادة على تقليد من حوله وخاصة الوالدين، فعندما يرى الطفل أحد الوالدين يكذب في موقف ما أو يعده ولا يوفي وعده، فإنه سيبدأ بتقليده؛ لأنه يتعلم بالقدوة أكثر من تعلمه بالموعظة.
4- الكذب الوقائي أو الكذب الدفاعي نجده كثيراً عند الطفل الذي يحاول أن يحمي نفسه من الوقوع في عقوبة، وذلك إما للمعاملة المتجاوزة للحد في العقوبة إزاء بعض الأخطاء، فيلجأ إلى الكذب لحماية النفس من السلطة الجائرة، أو للاحتفاظ بامتياز خاص؛ لأن الصدق يفقده إياه، ولا يُنجيه من العقوبة.
ويرتبط غالباً بالخوف والقلق اللذين يدفعان الطفل للكذب هرباً من العقاب الصارم، وكلما زاد العقاب زاد الكذب الوقائي أو الدفاعي، وهذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعاً بين الأطفال وتكمن مشكلته في أن لجوء الطفل إليه كوسيلة هروب من العقاب تجعله يدمن على الكذب.
5- الكذب الادعائي: يلجأ إليه الطفل نتيجة شعوره بالدونية فيلجأ للمبالغة، ليكون محط أنظار الآخرين وإعجابهم، كأن يدعي الطفل أنه يملك الكثير من الألعاب، وقد يصف ألوانها وأشكالها ليُعوض نقصا لديه، ولا يشعر بالدونية عن غيره من الأطفال.
أو قد يلجأ لادعاء المرض لاستدرار العطف من الوالدين، أو الهروب من المسؤولية، كالهروب من الدراسة والذهاب للمدرسة أو القيام ببعض الأعمال.
6- الكذب بغرض الاستحواذ: والهدف منه تحقيق رغبة شخصية للطفل نتيجة فقدانه الثقة في بيئته فيسعى لامتلاك أكبر قدر من الأشياء بحثا عن زيادة الثقة والقوة في ذاته وفيمن حوله، ويُعد تدخل الوالدين الصارم والتحقيق في كل صغيرة وكبيرة سبباً في ظهوره.
7- الكذب الانتقامي: يستخدمه الطفل ليتهم طفلاً آخر، أو ليُسقط اللوم عليه حتى يُعاقب لينتقم منه أو يُسيء إلى سمعته، ودافع ذلك عادةً الغيرة أو الإحساس بالتمايز بينه وبين الآخرين، وعدم المساواة في التربية.
ويُعد هذا النوع من أخطر الأنواع على صحة الطفل النفسية؛ لأنه ينبع عن نفس تحمل الحقد والضغينة وإيقاع الأذى عن ترصد وتعمد.
8- الكذب العنادي المقاوم للسلطة: وهو شكل من أشكال تحدي الطفل للسلطة وتمرده عليها، ليحاول إثبات ذاته وفرض شخصيته، ورغبةً في التحرر من السلطة الوالية والتي يشعر باللذة للانتصار عليها وبأي الطرق.
ويبدو الطفل صاحب هذا النوع من الكذب مطيعا هادئا أمام الوالدين، وعندما يتحرر من سلطتهما ورقابتهما يفعل ما يحلو له وبكل السبل.
وقد أجمعت الدراسات أن قرابة 70% من أنواع سلوك الأطفال الذي يتصف بالكذب يرجع إلى الخوف من العقاب وعدم استحسان المُربين لسلوكهم.
وأن 20% منها ترجع لأغراض الغش والخداع والتمويه، و 10% ترجع لميل الأطفال لأحلام اليقظة والخيال والالتباس.
ومن هنا ينبغي أن ننظر إلى الدافع لا إلى السلوك، لأننا لو نظرنا إلى هذا السلوك "الكذب" لعنَفنا الطفل على شيء يفعله ليقوي ذاته، ويستكمل نقصها، ولكن ينبغي إن نحرص على إشباع حاجاتهم النفسية والوجدانية، ومكافأتهم على صراحتهم وصدقهم عند اعترافهم بأخطائهم، حتى ندعم جانب الصدق لديهم، وأن يكون المُربي قدوة حسنة له، فلا يعد و يتراجع، وأن يعمل على إتاحة مساحة من الصراحة وحسن الاستماع بينهما، وبث الثقة في نفس الطفل، وعدم تحقيره ووصمه بالكذاب، فكلما شعر الطفل أنه ذا مصداقية و ثقة عند والديه كلما اتجه للصراحة والصدق.
ولنعلم دائما أن العقاب في غير موضعه وغير المتناسب مع حجم الخطأ، لا يُقوم السلوك بل يفتح العقاب أبوابًا جديدة للانحراف.
http://www.lahaonline.com