01.29.2014
ما هو مشروعك في أولادك ؟! |
مصلح بن زويد العتيبي |
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدلله حمداً يفوق شفقة الوالد على الولد ،ويبقى بقاء حب الذرية في البشر ؛والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الآباء والرسل والأنبياء محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ؛ أما بعد فهؤلاء الأطفال ذكوراً وإناثاً الذين يعيشون معنا في بيوتنا ؛ أقصد أولادنا ! هم غداً سيكونون كبارا ؛ لكن هل فكرت يوما أو تأملت ولو لدقائق كيف سيكون حالهم غدا ؟ قد تقول الله أعلم ؛ وأنا مؤقن بأن الله أعلم . لكن علينا أن نعلم أن حالهم غدا متوقف على تعاملنا معهم اليوم وحسن تربيتنا لهم . صحيح أن هذا الكلام ليس على إطلاقه ،فقد يحدث العكس فقد يكون ابن التقي شقي وابن الشقي تقي ،وابن الناجح فاشل وابن الفاشل ناجحاً . فخليل الرحمن ابراهيم على نبينا وعليه أفضل صلاة وأزكى سلام ابن عدو الرحمن وولي الأصنام آزر . وغريق الكفر والشرك ابن ولي الرحمن وأول رسله نوح عليه السلام . لا شك في ذلك فأن الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي . لكن الغالب وبتوفيق الله أن البلد الطيب يخرج نباته طيباً والذي خبث لا يخرج إلا نكداً . والتربية بحر لا ساحل له واضحة أهدافه ،ومختلفة طرقه ووسائله بإختلاف الوالدين والأولاد والأعراف والبيئات والتقاليد والعادات . غايتها العظمى كما قال الله ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما آمرهم ويفعلون ما يؤمرون ). وأول بشائرها قول الله تعالى والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شي ). وأخوف خسائرها وأشد آلامها بينه الله بقوله تعالى قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ). وتأثيرهم علينا بينه الله بقوله وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ). وحذرنا سبحانه من جنوح هذه العلاقة عند فئة منهم بقوله يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فأحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ). ومكانتهم في الحياة الدنيا بينها الله بقوله المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ). وخير ما يعطيه الوالد ولده جاء مبيناً في هذا الحديث : "ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل أفضل من أدب حسَن" . أخرجه أحمد والترمذي . وأثرهم علينا بعد مماتنا متوقف على أثرنا عليهم في حياتنا؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ). وبعد هذه النفائس من كلام ربي وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم لا من كلامي اسأل نفسك أيها الاب المبارك والأم الرحيمة ما هو مشروعكما في أولادكما ؟ هم أعظم منتج لكما في الحياة ! وهم المنتج الأصلي الذي لا يقبل التقليد ! وهم من إذا دعا لهم الناس دعوا لكما معهم وإذا دعوا عليهم دعوا عليكما معهم ! لتكن تربيتهم وصلاحهم هاجساً يبيت معكما إذا بتما ويستيقظ قبل أن تستيقظا . لا نملك من الأمر شي إنما نبذل الأسباب متوكلين على الله ؛لا نغفل عن قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ). |