02.02.2014
( فائدة ) :
قوله تعالى : { والجانَّ } فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه مسيخ الجن ، كما أن القردة والخنازير مسيخ الإِنس ، رواه عكرمة عن ابن عباس .
والثاني : أنه أبو الجن ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وروى عنه الضحاك أنه قال : الجانُّ أبو الجن ، وليسوا بشياطين ، والشياطين ولد إِبليس لا يموتون إِلا مع إِبليس ، والجن يموتون ، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر .
والثالث : أنه إِبليس ، قاله الحسن ، وعطاء ، وقتادة ، ومقاتل .
فإن قيل : أليس أبو الجن هو إِبليس؟ فعنه جوابان :
أحدهما : أنه هو ، فيكون هذا القول هو الذي قبله .
والثاني : أن الجانَّ أبو الجن ، وإِبليس أبو الشياطين ، فبينهما إِذاً فرق على ما ذكرناه عن ابن عباس .
قال العلماء : وإِنما سمي جانّاً ، لتواريه عن العيون .
من كتاب ( زاد المسير لابن الجوزي )