السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الداعية الراشد عبد الرشيد إبراهيم القازاني
((فاتح اليابان)) وابن بطوطة الحديث
============================
هو من مفاخر الاسلام في بلاد الروس، ولد سنة 1273 هـ الموافق عام 1846 م فى سيبريا ببلدة تارا لأبوين من التتار وتعلم على أيدى مشايخها ثم رحل إلى الحجاز و جاور الحرمين عشرين سنة ينهل من علمائهما ثم رجع إلى بلده يدعو إلى الله. واشتهر في تلك البلاد، فتوافد إليه المسلمون فضيقت عليه السلطات القيصرية آنذاك ففر إلى الخارج.
ولما هزمت اليابان القياصرة الروس وخفت حدة ظلمهم، عاد إلى بلاده ونشر رسائل تدعو إلى الله فانتشرت بين الناس، لكن الأحداث المتتالية فى روسيا اضطرته للارتحال فانطلق بدأ بمنشوريا ومنغوليا والصين، وكوريا، ثم اليابان ثم الملايو فماليزيا وإندونيسيا وبروناي وسنغافورة ثم الهند ثم مر بجزيرة العرب وحج وارتحل من هناك إلى بلاد الشام بالقطار العثماني ثم سار إلى بيروت وارتحل منها إلى إسطنبول وكان ذلك سنة 1324 هـ / 1907م.
وشارك الشيخ عبد الرشيد إبراهيم في حرب طرابلس ضد الإيطاليين سنة 1330 هـ /1912م وكان عمره 66 عاماً. ثم ذهب إلى ألمانيا ليكون بجوار أسرى الترك في الحرب الأولى . وقد عانى كثيراً بسبب فقره المدقع ولم يكن يجد ثمن تذكرة الباخرة أو القطار أحياناً.
مر العلامة عبدالرشيد إبراهيم على اليابان وأعجب بنظافتها وأخلاق أهلها وأدبهم واستعدادهم الكبير للإسلام التى تتسق قيمه مع معظم أخلاقياتهم وسلوكياتهم.
واستقر ذلك فى نفسه بعد مقابلات عديدة لأمراء ووزراء وكبراء ويابانيين من مختلف الطبقات. وزار المرافق العامة والسجون والبرلمان وزار الجامعات والمدارس والمراكز التجارية والبريد والأسواق والجمعيات، واطلع على علوم اليابانيين وحرفهم وطرائق عيشهم، وكان يجلس إليهم ويتحدث الساعات الطويلة معهم ويقبل دعوتهم. وحسّن إليهم الإسلام بذكر محاسنه وفضائله، فأسلم عدد كبير من اليابانيين فى هذه الرحلة التى تعلم خلالها اللغة اليابانية فى وقت قصير.
ثم غادر اليابان وفى عزمه الرجوع إليها، وعاد بالفعل بعد مدة ليقيم فيها إقامة طويلة، وأسفرت جهوده عن اعتراف اليابان بالدين الإسلامى، حيث أنشئت عدة مساجد فيها، وأسلم عدد من أهلها.
وكان هذا العالم الأسطورة وهو فى الخامسة والتسعين من عمره، ينهض قبل شروق الفجر، فيقيم صلاة التهجد ثم يؤم الناس فى صلاة الصبح، ولا يكاد يفرغ من تسبيحه حتى يتحلق حوله تلاميذه ليشرح لهم القرآن والحديث، فإذا أشرقت الشمس انتقل إلى حجرة الدراسة الملحقة بالمسجد ليجد الشباب الياباني ينتظره، ولا يستنكف أن يكون فى هذه السن المتقدمة - وبعد هذا الجهاد المتواصل وهو واحد من أبرز وأهم كبار علماء ودعاة الإسلام المشهود لهم على مدار قرن كامل - أن يكون معلم أطفال صغار، فهل يتعلم "صغار الفضائيات من "الكبير" عبدالرشيد !
وقد أطلق عليه معاصروه «العالم الأسطورة» بعد رحلته المكوكية الناجحة، ففضل الأستاذ الكبير "عبد الوهاب عزام" رحلته الجهادية الدعوية على رحلة ابن بطوطة المليئة بالخرافات والأساطير.
وصنف فيها كتباً بعنوان "عالم إسلام"، وانتقل إلى الرفيق الأعلى في اليابان سنة 1364 هـ الموافق عام 1944م عن عمر يناهز قرابة مائة سنة.
الصورة بعناية صفحة رجال المجد الضائع.
الداعية الراشد عبد الرشيد إبراهيم القازاني
((فاتح اليابان)) وابن بطوطة الحديث
============================
هو من مفاخر الاسلام في بلاد الروس، ولد سنة 1273 هـ الموافق عام 1846 م فى سيبريا ببلدة تارا لأبوين من التتار وتعلم على أيدى مشايخها ثم رحل إلى الحجاز و جاور الحرمين عشرين سنة ينهل من علمائهما ثم رجع إلى بلده يدعو إلى الله. واشتهر في تلك البلاد، فتوافد إليه المسلمون فضيقت عليه السلطات القيصرية آنذاك ففر إلى الخارج.
ولما هزمت اليابان القياصرة الروس وخفت حدة ظلمهم، عاد إلى بلاده ونشر رسائل تدعو إلى الله فانتشرت بين الناس، لكن الأحداث المتتالية فى روسيا اضطرته للارتحال فانطلق بدأ بمنشوريا ومنغوليا والصين، وكوريا، ثم اليابان ثم الملايو فماليزيا وإندونيسيا وبروناي وسنغافورة ثم الهند ثم مر بجزيرة العرب وحج وارتحل من هناك إلى بلاد الشام بالقطار العثماني ثم سار إلى بيروت وارتحل منها إلى إسطنبول وكان ذلك سنة 1324 هـ / 1907م.
وشارك الشيخ عبد الرشيد إبراهيم في حرب طرابلس ضد الإيطاليين سنة 1330 هـ /1912م وكان عمره 66 عاماً. ثم ذهب إلى ألمانيا ليكون بجوار أسرى الترك في الحرب الأولى . وقد عانى كثيراً بسبب فقره المدقع ولم يكن يجد ثمن تذكرة الباخرة أو القطار أحياناً.
مر العلامة عبدالرشيد إبراهيم على اليابان وأعجب بنظافتها وأخلاق أهلها وأدبهم واستعدادهم الكبير للإسلام التى تتسق قيمه مع معظم أخلاقياتهم وسلوكياتهم.
واستقر ذلك فى نفسه بعد مقابلات عديدة لأمراء ووزراء وكبراء ويابانيين من مختلف الطبقات. وزار المرافق العامة والسجون والبرلمان وزار الجامعات والمدارس والمراكز التجارية والبريد والأسواق والجمعيات، واطلع على علوم اليابانيين وحرفهم وطرائق عيشهم، وكان يجلس إليهم ويتحدث الساعات الطويلة معهم ويقبل دعوتهم. وحسّن إليهم الإسلام بذكر محاسنه وفضائله، فأسلم عدد كبير من اليابانيين فى هذه الرحلة التى تعلم خلالها اللغة اليابانية فى وقت قصير.
ثم غادر اليابان وفى عزمه الرجوع إليها، وعاد بالفعل بعد مدة ليقيم فيها إقامة طويلة، وأسفرت جهوده عن اعتراف اليابان بالدين الإسلامى، حيث أنشئت عدة مساجد فيها، وأسلم عدد من أهلها.
وكان هذا العالم الأسطورة وهو فى الخامسة والتسعين من عمره، ينهض قبل شروق الفجر، فيقيم صلاة التهجد ثم يؤم الناس فى صلاة الصبح، ولا يكاد يفرغ من تسبيحه حتى يتحلق حوله تلاميذه ليشرح لهم القرآن والحديث، فإذا أشرقت الشمس انتقل إلى حجرة الدراسة الملحقة بالمسجد ليجد الشباب الياباني ينتظره، ولا يستنكف أن يكون فى هذه السن المتقدمة - وبعد هذا الجهاد المتواصل وهو واحد من أبرز وأهم كبار علماء ودعاة الإسلام المشهود لهم على مدار قرن كامل - أن يكون معلم أطفال صغار، فهل يتعلم "صغار الفضائيات من "الكبير" عبدالرشيد !
وقد أطلق عليه معاصروه «العالم الأسطورة» بعد رحلته المكوكية الناجحة، ففضل الأستاذ الكبير "عبد الوهاب عزام" رحلته الجهادية الدعوية على رحلة ابن بطوطة المليئة بالخرافات والأساطير.
وصنف فيها كتباً بعنوان "عالم إسلام"، وانتقل إلى الرفيق الأعلى في اليابان سنة 1364 هـ الموافق عام 1944م عن عمر يناهز قرابة مائة سنة.
الصورة بعناية صفحة رجال المجد الضائع.