شيخ إسلام الأخير في روسيا موسى جار الله الرُّوستوفدوني
========================
موسى جار الله التركستاني القازاني التتاري الرُّوستوفدوني الرُّوسي (1295 - 1369 ه = 1878 - 1949 م)، شيخ الإسلام الأخير في روسيا أيام القياصرة وبداية عهد الثورة الرُّوسية، أحد أعلام القرن الرابع عشر الهجري الكبار في العالم الإسلامي.
ولد في (روستوف دون Rostov-on-Don) بروسيا. وتفقه بالعربية وتبحر في علوم الاسلام. ثم كان إمام الجامع الكبير في بتروغراد (لنينغراد) وحج وجاور بمكة ثلاث سنين.
وعاد إلى بلاده، فأنشأ مطبعة في (بتروغراد) خدم بها اللغات العربية والفارسية والتترية والتركية والروسية خدمة مفيدة. وكان يحسن هذه اللغات، وإذا تكلم بالعربية فحديثه بالفصحى، أنفة من العامية. ونشر كتابا بالتركية عن علاقة المسلمين بالثورة الروسية، أغضب حكومتها فانتزعت منه المطبعة. وقبض عليه وسجن.
وفى مقدمة أحد كتبه (الوشيعة في نقض عقائد الشيعة) وصف لرحلته بعد ذلك، هذا موجزه:
((هاجرت بيتى و وطنى سنة 1930 هجرة اضطرارية، وقد سدت علي طرق النجاة، فساقتني الاقدار من طريق التركستان الغربي إلى التركستان الشرقي الصينى، فالبامير، فأفغانستان، وانتهزت الفرصة للسياحة في البلاد الاسلامية.
وكنت قد سحت من قبل في الهند وجزيرة العرب ومصر وكل بلاد تركيا وكل التركستان الغربي إذ أنا طالب صغير، و دامت سياحتي في تلك المرة ستة أعوام.
وعدت في سياحتي الاخيرة هذه فمررت بتلك الاقطار، وزدت عليها إيران والعراق)). انتهى
واعتقله الانكليز في الهند مدة، في خلال الحرب العالمية الثانية.
ومرض في مصر، فدخل (ملجأ العجزة) بالقاهرة، وتوفى به.
وصفه محمد كرد علي في «مذكراته» فقال: «وهو من الأفراد الذين لا يحسن بهم الدهر على العالم إلا في العصر بعد العصر، وحياتهم من أولها إلى آخرها حافلة بالخير والنفع». (4: 1233).
وقد وصفته جريدة الاهرام 26 / 10 / 1949 بما يلي : ««كان من كبار علماء مسلمى الشمال في روسيا، وقد نزح عن وطنه فرارا من وجه البلاشفة الذين اتخذوا أسرته المؤلفة من حرمه وستة أولاد رهينة وجردوهم من حقوقهم لأن عائلهم رفض القيام بالدعاية للبلشفية»».
خلّف التركستاني عدداً كبيراً من المؤلفات، من أهمها: «تاريخ القرآن والمصاحف» وقد طبع الجزء الأول منه، و «الوشيعة في نقض عقائد الشيعة»، و«شرح ناظمة الزهر» في عدّ الآيات الكريمة، و«نظام التقويم في الإسلام» و«نظام النسيء عند العرب» و«شرح بلوغ المرام» لابن حجر العسقلاني في الحديث النبوي الشريف، و«شرح عقيلة أتراب القصائد» وهو في رسم المصاحف، ومعظمها مطبوعة. وثلاث رسائل نشرها في جزء واحد، اكتفى من اسمه عليها ب «ابن فاطمة» هي: «أيام حياة النبي الكريم» و «نظام التقويم في الاسلام» و«نظام النسيء عند العرب».
------------------
عن الزركلي الأعلام ( 7 / 320 ) بتصرف، للاستزادة :
ـ محمد كرد علي، المذكرات (دمشق، د.ت).
ـ يوسف إليان سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعرَّبة (مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، د.ت).
ـ فهرس الخزانة التيمورية، الجزء الثالث (مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، د.ت).
ـ صحيفة الأهرام القاهرية (عدد يوم 26/10/1949م).
====================
مقال مقدم من الامام المودودي
منقول
========================
موسى جار الله التركستاني القازاني التتاري الرُّوستوفدوني الرُّوسي (1295 - 1369 ه = 1878 - 1949 م)، شيخ الإسلام الأخير في روسيا أيام القياصرة وبداية عهد الثورة الرُّوسية، أحد أعلام القرن الرابع عشر الهجري الكبار في العالم الإسلامي.
ولد في (روستوف دون Rostov-on-Don) بروسيا. وتفقه بالعربية وتبحر في علوم الاسلام. ثم كان إمام الجامع الكبير في بتروغراد (لنينغراد) وحج وجاور بمكة ثلاث سنين.
وعاد إلى بلاده، فأنشأ مطبعة في (بتروغراد) خدم بها اللغات العربية والفارسية والتترية والتركية والروسية خدمة مفيدة. وكان يحسن هذه اللغات، وإذا تكلم بالعربية فحديثه بالفصحى، أنفة من العامية. ونشر كتابا بالتركية عن علاقة المسلمين بالثورة الروسية، أغضب حكومتها فانتزعت منه المطبعة. وقبض عليه وسجن.
وفى مقدمة أحد كتبه (الوشيعة في نقض عقائد الشيعة) وصف لرحلته بعد ذلك، هذا موجزه:
((هاجرت بيتى و وطنى سنة 1930 هجرة اضطرارية، وقد سدت علي طرق النجاة، فساقتني الاقدار من طريق التركستان الغربي إلى التركستان الشرقي الصينى، فالبامير، فأفغانستان، وانتهزت الفرصة للسياحة في البلاد الاسلامية.
وكنت قد سحت من قبل في الهند وجزيرة العرب ومصر وكل بلاد تركيا وكل التركستان الغربي إذ أنا طالب صغير، و دامت سياحتي في تلك المرة ستة أعوام.
وعدت في سياحتي الاخيرة هذه فمررت بتلك الاقطار، وزدت عليها إيران والعراق)). انتهى
واعتقله الانكليز في الهند مدة، في خلال الحرب العالمية الثانية.
ومرض في مصر، فدخل (ملجأ العجزة) بالقاهرة، وتوفى به.
وصفه محمد كرد علي في «مذكراته» فقال: «وهو من الأفراد الذين لا يحسن بهم الدهر على العالم إلا في العصر بعد العصر، وحياتهم من أولها إلى آخرها حافلة بالخير والنفع». (4: 1233).
وقد وصفته جريدة الاهرام 26 / 10 / 1949 بما يلي : ««كان من كبار علماء مسلمى الشمال في روسيا، وقد نزح عن وطنه فرارا من وجه البلاشفة الذين اتخذوا أسرته المؤلفة من حرمه وستة أولاد رهينة وجردوهم من حقوقهم لأن عائلهم رفض القيام بالدعاية للبلشفية»».
خلّف التركستاني عدداً كبيراً من المؤلفات، من أهمها: «تاريخ القرآن والمصاحف» وقد طبع الجزء الأول منه، و «الوشيعة في نقض عقائد الشيعة»، و«شرح ناظمة الزهر» في عدّ الآيات الكريمة، و«نظام التقويم في الإسلام» و«نظام النسيء عند العرب» و«شرح بلوغ المرام» لابن حجر العسقلاني في الحديث النبوي الشريف، و«شرح عقيلة أتراب القصائد» وهو في رسم المصاحف، ومعظمها مطبوعة. وثلاث رسائل نشرها في جزء واحد، اكتفى من اسمه عليها ب «ابن فاطمة» هي: «أيام حياة النبي الكريم» و «نظام التقويم في الاسلام» و«نظام النسيء عند العرب».
------------------
عن الزركلي الأعلام ( 7 / 320 ) بتصرف، للاستزادة :
ـ محمد كرد علي، المذكرات (دمشق، د.ت).
ـ يوسف إليان سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعرَّبة (مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، د.ت).
ـ فهرس الخزانة التيمورية، الجزء الثالث (مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، د.ت).
ـ صحيفة الأهرام القاهرية (عدد يوم 26/10/1949م).
====================
مقال مقدم من الامام المودودي
منقول